جانب من المظاهرات في ميدان العباسية
مناوشات ومصادمات في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت
بين متظاهرين وجنود من الجيش والشرطة العسكرية في مصر وذلك بعد محاولة آلاف
من المتظاهرين الذين تحركوا من ميدان التحرير، الوصول لمقر وزارة الدفاع،
حيث يقع مقر المجلس العسكري الذي يتولى إدارة شؤون البلاد، وأطلق جنود
الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين، وأغلقت قوات الجيش ميدان العباسية
تماما بعشرات من المدرعات والآليات العسكرية، كما طوقت مقر وزارة الدفاع
الواقع في منشية البكري في مصر الجديدة، ومنعت حركة المرور تماما، ووجه
المجلس العسكري اتهاما لحركة 6 أبريل ، أحد أبرز الجماعات السياسية
الناشطة، بمحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب.
اغلاق الطرق وأغلقت القوات المسلحة كوبري العباسية بالمدرعات، وأقامت كردونات أمنية أمام مسجد النور لمنع المسيرة من التقدم باتجاه وزارة الدفاع.
وبدأ التوتر بعد تحرك أكثر من أربعة آلاف شخص في مسيرة انطلقت من ميدان
التحرير إلى مقر المجلس العسكري للاحتجاج على ما وصفوه بقمع الشرطة
العسكرية للمتظاهرين والمعتصمين السلميين في الإسكندرية والسويس ومحافظات
أخرى.
وطالب المشاركون في المسيرة المجلس العسكري بـوقف القمع واحترام المتظاهرين السلميين والمعتصمين في القاهرة والمحافظات.
وبعد قليل عاد الهدوء النسبي لميدان العباسية بانسحاب المتظاهرين للتحرير، مع توعدهم بتنظيم مسيرة حاشدة اليوم السبت لمقر المجلس.
بيان للمجلس العسكري وفي أول موقف
من نوعه تجاه التيارات والجماعات السياسية في البلاد، اتهم المجلس العسكري
حركة 6 أبريل بمحاولة الوقعية بين الجيش والشعب.
وقال المجلس في بيان حمل الرقم 69 على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن
الخطوات الإيجابية التي تحققت خلال الأيام الأخيرة، والتي تهدف لتحقيق
المطالب المشروعة لثورة 25 يناير، تعارضت مع المصالح الشخصية لبعض الحركات
السياسية ذات الأجندات الخاصة والتي بدأت في زرع الفتنة بين الشعب والجيش.
وأضاف البيان: إن الفتنة التي تسعى إليها حركة شباب 6 أبريل للوقيعة بين
الشعب والجيش، ما هي إلا هدف من أهداف تسعى إليها الحركة منذ فترة وقد فشلت
بسبب الخطوات التي اتخذت أخيرا.
ودعا البيان الشعب إلى الحذر وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعى لتقويض استقرار مصر والعمل على التصدي له بكل قوة.
هدم أعمدة الدولة وتعقيبا على
البيان قال اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية في مداخلة عبر الهاتف
مع التلفزيون المصري إن هدوء الأوضاع والخطوات التي اتخاذها أخيرا ومنها
تشكيل الحكومة الجديدة ، وصدور تفاصيل إجراء الانتخابات، لم يرض البعض
وبالتالي حاولوا إيجاد طريقة لإحداث وقعية بين الجيش والشعب وأطلقوا إشاعة
بتعرض متظاهرين للضرب في الاسكندرية والسويس والإسماعيلية، وانتشرت الإشاعة
في ميدان التحرير, وبعدها اندفعت مجموعة من الثوار للعباسية في طريقها
لمقر وزارة الدفاع.
وقال الرويني إنه تم التعامل مع المتظاهرين بشكل سلمي، مشيرا إلى أنه كان
بينهم من يريدون العبث، وذلك بهدف إحداث وقيعة بين الشعب والشرطة، وبين
الشعب والإعلام والشعب والقضاء وإحداث فتنة طائفية وأيضا الفتنة بين الشعب
ورجال الأعمال الشرفاء، فضلا عن محاولة الفتنة بين الشعب والجيش الذي يدير
المرحلة الانتقالية.
وأضاف الرويني أن المجموعة ذات المصالح تحاول هدم أعمدة الدولة عمودا بعد
الآخر، وشدد على أن المجلس يحاول تلبية مطالب الثوار، وأنه ليس ضد محاكمة
الفاسدين، ولكن هناك من لايرغب في الاستقرار ولا الوصول لانتخابات
برلمانية.
واختتم الرويني بالقول إن هدف المجلس العسكري نقل مصر لدولة ديمقراطية من
خلال انتخابات برلمانية ودستور وانتخاب رئيس وتسليم السلطة للمدنيين، مبينا
أن إثارة الاشاعات والبلبلة في التحرير تتسبب في متاهات تؤثر على
الاستقرار وعلى عجلة الانتاج وحركة السياحة.
6 أبريل تنفي ونفى أحمد
ماهرمنسق حركة 6 أبريل مشاركة الحركة في مسيرة العباسية وقال في تصريح
لـ"لعربية.نت" تعليقا على بيان المجلس العسكري "هذا بيان غريب جدا وغير
موفق بالمرة وهو بيان تحريضي ضد الحركة لإصرارها على مطالب الثورة منذ جمعة
8 يوليو.
وأضاف "نحن نرفض لهجة التهديد والتحريض ضد الحركة، وأن هذا البيان إنما هو نوع من الإلتفاف على مطالب الثورة ".
وأوضح "بالنسبة لمسيرة العباسية فإننا لم نشارك ولم ندع لها بشكل رسمي وإن
كنا نؤيد أي مسيرة تخرج في أي مكان بمصر وليس من حق أحد منعها أو التصدي
لها ، ونحن سنخرج في مسيرة اليوم السبت للتأكيد على مطالب الثورة ".