احتشد آلاف المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة وعدة مدن أخرى
على رأسها الإسكندرية للمشاركة في "جمعة استرداد الثورة"، التي دعا إليها
نشطاء للمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ وقانون الانتخابات الجديد الذي أصدره
المجلس العسكري الحاكم، وللمطالبة بتفعيل قانون الغدر والذي يمنع رموز
النظام السابق من المشاركة في الحياة السياسية.
وأفادت مصادر صحافية بأنه مع حلول المساء بدأ مئات من المشاركين في
المظاهرات مسيرة إلى مقر وزارة الدفاع، للتأكيد على رفض قانون الطوارئ
وقانون الانتخابات بصيغته الحالية والمحاكمات العسكرية ومطالبة المجلس
العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.
وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن حركة 6 إبريل، وفي أول تعليق لها، نفت صلتها
بالمسيرة، مؤكدة أن بعض المشاركين بها زعموا انتماءهم للحركة.
كما قرر عدد من المتظاهرين الاعتصام في الميدان وعدم فض المظاهرة لحين تحقيق مطالبهم.
الممثل الأمريكي شون بن في ميدان التحرير
وكان مئات المتظاهرين قد بدأوا في
التوافد على ميدان التحرير اليوم للمشاركة في المظاهرات التي دعت إليها بعض
الأحزاب والحركات والقوى السياسية المختلفة وعارضها البعض الآخر.
وتشير الأجواء في ميدان التحرير حتى هذه اللحظة إلى نية المتظاهرين
الاعتصام بالميدان، حيث وضع الشباب الحواجز الحديدية حول الميدان وانتشرت
اللجان الشعبية حول مداخله من كافة الجهات لتفتيش الداخلين إلى الميدان
منعاً لدخول مندسين أو بلطجية.
وامتدت المظاهرات لخارج القاهرة، حيث أفاد مراسل "العربية" بأن تظاهرات
خرجت في مدينة الغردقة السياحية على البحر الأحمر، فيما قطع متظاهرون
كورنيش الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم.
وبلغ عدد الأحزاب والحركات السياسية
التي دعت إلى ميلونية اليوم 30 حركة وحزباً سياسياً أبرزها حركة 6 أبريل،
اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، ائتلاف شباب الثورة، حركة أقباط بلا
قيود، أحزاب الوفد، الوسط، الغد الجديد، الوعي، الكرامة، الناصري، العدل،
الجبهة الديمقراطية، التحالف الشعبي الاشتراكي، العمال الديمقراطي.
كما يشارك فيها حملة دعم أيمن نور، والاشتراكيون الثوريون، بالإضافة إلى
حركة شباب من أجل العدالة والحرية، الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية،
اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، حركة مشاركة، حركة المصري الحر، ائتلاف
ثورة اللوتس، وتحالف حركات توعية مصر.
فيما أعلنت بعض الأحزاب والقوى الأخرى عدم مشاركتها في مظاهرة اليوم ومن
أبرزها الإخوان المسلمون، حزب الحرية والعدالة، الدعوة السلفية، الجماعة
الإسلامية، حزب المصريين الأحرار، وحزب الاتحاد المصري العربي.
وأغلق الشباب المشاركون في الحشد جميع مداخل ميدان التحرير، الذي خلا من أي
وجود لرجال الشرطة أو القوات المسلحة، حيث قاموا بوضع حواجز حديدية بشوارع
محمد محمود، والقصر العيني، وأمام مسجد عمر مكرم، وأمام كوبري قصر النيل،
وأمام المتحف المصري وشارع قصر.
وأعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ بجميع المستشفيات القريبة من الميدان
وخصصت 15 سيارة ووحدات إسعاف متنقلة، فيما لوحظ غياب الشرطة والجيش من محيط
الميدان وكثفت من تواجدها حول المصالح والهيئات الحكومية ووزارة الداحلية
القريبة من الميدان.
ويطالب المتظاهرون في جمعة اليوم بإلغاء قانون الطوارئ وتعديل قانون
الانتخابات الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا، وتطبيق قانون الغدر الخاص
بالعزل السياسي لمنع فلول الحزب الوطني المنحل من ممارسة العمل السياسي
لمدة عشر سنوات مقبلة، وتحديد جدول زمني لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى
سلطة مدنية.
كما يطالب المتظاهرون بإلغاء المحاكمات العسكرية وكل الأحكام الصادرة عنها
خلال الفترات السابقة، على أن تعاد تلك المحاكمات أمام محاكم مدنية، كما
يطالب المتظاهرون بتطهير وزارتي الداخلية والإعلام، وضمان استقلال القضاء
وتطهيره، وحرية إنشاء نقابات مستقلة، وإقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور
وإلغاء قانون تجريم الاعتصامات.