[size=39]بيان الخوف [/size]
جاء فى الخبر عن النبي" صلى الله عليه وسلم " أنه قال إن الله تعالى خلق ملكاً له جناح فى المشرق وجناح فى المغرب ، ورأسه تحت العرش ورجلاه تحت الأرض السابعة ، وعليه بعدد خلق الله تعالى ريش ، فإذا صلى رجل أو امرأة من أمتى على أمره الله تعالى بأن ينغمس فى بحر من نور تحت العرش ، فينغمس فيه ثم يخرج ، وينفض جناحه فيقطر من كل ريشة قطرة ، فيخلق الله تعالى من كل قطرة ملكاً يستغفر له إلى يوم القيامة
قال بعض الحكماء : سلامة الجسد فى قلة الطعام ، وسلامة الروح فى قلة الآثام ، وسلامة الدين فى الصلاة على خير الأنام .
المؤمن هو الذى يخاف الله تعالى بجميع جوارحه ، كما قال الفقيه أبوالليث علامة خوف الله تعالى تظهر فى سبعة أشياء :
أولها : لسانه فيمنعه من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان وكلام الفضول ويجعله مشغولاً بذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، ومذاكرة العلم .
والثانى : قلبه فيخرج منه العداوة والبهتان وحسد الإخوان ، لأن الحسد يمحو الحسنات كما قال " صلى الله عليه وسلم " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . واعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة فى القلوب ولا تداوى امراض القلوب إلا بالعلم .
والثالث : نظره فلا ينظر إلى الحرام من الأكل والشرب والكسوة وغيرها ولا إلى الدنيا بالرغبة ، بل يكون نظره على وجه الاعتبار ، ولا ينظر إلى ما لا يحل له كما قال " صلى الله عليه وسلم " من ملآ عينيه من الحرام ملآ الله تعالى يوم القيامة عينيه من النار .
والرابع : بطنه فلا يدخل بطنه حراماً فإنه إثم كبير كما قال " صلى الله عليه وسلم " إذا وقعت لقمة من الحرام فى بطن ابن آدم لعنه كل ملك فى الأرض والسماء ما دامت تلك اللقمة فى بطنه ، وإن مات على تلك الحالة فمأواه جهنم .
الخامس : يده فلا يمد يده إلى الحرام بل يمدها إلى ما فيه طاعة الله تعالى . وروى عن كعب الأحبار أنه قال : إن الله تعالى خلق داراً من زبر جدة خضراء فيها سبعون ألف دار ، فى كل دارسبعون ألف بيت لا ينزلها إلا رجل يعرض عليه الحرام فيتركه من مخافة الله نعالى .
السادس : قدمه فلا يمشى فى معصية الله ، بل يمشى فى طاعته ورضاه وإلى صحبة العلماء والصلحاء .
السابع : طاعته فيجعل طاعته خالصة لوجه الله تعالى ويخاف من الرياء والنفاق ، فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله تعالى فى حقهم : ( والآخرة عند ربك للمتقين ) ( الزخرف : ايه 35 ) وقال فى آية أخرى ( إن المتقين فى جنات وعيون ) ( الحجر : ايه 45 ) وقال الله تعالى : ( إن المتقين فى جنات ونعيم ) ( الطور : ايه 17 ) وقال تعالى( إن المتقين فى مقام أمين ) ( الدخان : 51 ) كأنه تعالى يقول : إنهم ينجون يوم القيامة من النار .
وينبغى للمؤمن أن يكون بين الخوف والرجاء ، فيرجو رحمة الله ولا ييأس منها كما قال الله تعالى( لاتقنطوا من رحمة الله ) ( الزمر : 53 ) : ويعبد الله ويرجع عن أفعاله القبيحة ويتوب إلى الله تعالى . ( ص 8 : 9 )
_________________
اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا