بيان غرور الدنيا - للغزالى

[size=32]بيان غرور الدنيا[/size]

جميع أحوال الدنيا مصروفة إلي ما يسوء ويسر ، فليست مساعدة لجميع أهلها ، وإنما هي متلونة علي ما اقتضته حكمة الحكيم . قال سبحانه : ( ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ) (هود آية 118 ، 119 ) . قال بعض المفسرين : مختلفين في الرزق ، يريد اختلافهم في الغني والفقر فمن الواجب علي من ساعدته دنياه وأخدمها له مولاه أن يتلقي ذلك بشكره ويتوجه إليه بصنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء ، ولا يغتر بدنياه وكفي بقوله تعالي : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) ( لقمان آية 33 ) وقوله تعالى : ( ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني ) ( الحديد آية 14 ) الآية تنفيراً عن الغرور بها .

( ص 224 )

وقال بعضهم : إن العبد يحاسب علي التحزن علي ما فاته من الدنيا ويحاسب بفرحه في الدنيا إذا قدر عليها ، ولقد كان السلف الصالح فيما أحل لهم أزهد منكم فيما حرم عليكم ، إن الذي لا بأس به عندكم كان من الموبقات عندهم . ( ص 226 )

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

» بيان الخوف من الذنب - للغزالى
» فى بيان السماع للغزالى
» بيان في فضل التوبة - للغزالى