نبيلة محمود خليل مديرة موقع الرحمة والمغفرة
الدولة : مصر عدد المساهمات : 17810 نقاط : 28623 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمل/الترفيه : مديرة موقع الرحمة والمغفرة المزاج : الحمد الله تعاليق : اللهم اجعلنا ممن يدعون الجنة من أبوابها كلها
| موضوع: من اخلاقيات الاسلام // الحياء الأربعاء مايو 04, 2016 8:45 am | |
| الحياء الحياء : هو انقباض النفس عن كل قبيح .. والحياء خلق يمع صاحبه عن فعل ما قد يلام عليه .. والحياء فضيلة من فضائل الفطرة ، يشعرنا به قول الحق – تبارك وتعالى – حكاية عن ( آدم وحواء ) حين أكلا من الشجرة ، فبدت لهما سوءاتهما : ( .. قال تعالى: (فَلَمّا ذَاقَا الشّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنّةِ) [سورة: الأعراف - الأية: 22]وقد فعلا – عليهما السلام – ذلك بالفطرة لستر العورة التى انكشفت بالأكل من الشجرة المحرمة .. والحياء من الإيمان لقول النبى " صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة وأفضلها قول: لا إله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ... ومهما راد الحياء فى شخص فهو خير له .. فلا حدود للحياء لقول النبى " صلى الله عليه وسلم "" الحياء خير كله " وقد مر " صلى الله عليه وسلم " على رجل من الأنصار وهو بعظ أخاه فى الحياء – أى يعاتبه على شدة حيائه – فقال " صلى الله عليه وسلم " له : " دعه فإن الحياء من الإيمان ، ومن لا حياء له لا خير له " وينبه " صلى الله عليه وسلم "على أهمية الحياء فيقول : " مما أدراك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحى فاصنع ما شئت " : والحياء يكون من الله , ويكون من الناس , ويكون من النفس: فيستحى الإنسان من نفسه , فلا يفعل فى خلوته ما يستحى أن يفعلوه امام الناس : ويقول " صلى الله عليه وسلم " لاصحابه يوماً: " استحيو من الله حق الحياء" : قالوا: يا رسول الله , انا لنستحى من الله , والحمد الله .. قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم ": "ليس ذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء : أن تحفظ الرأس وما وعى , والبطن وما حوى , وتذكر الموت والبلا .. ومن أراد الأخرة ترك زينة الدنيا وآثر الآخرة على الاول فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء وقد شرح العلماء معنى الحياء من الله فقالوا: هو الا يفقدك الله حيث أمر والا يجدك حيث نهاك .. والرأس : يشمل الوجه الذى هو مجمع الحواس , ففيه : البصر , السمع , الشم , الذوق , كما يشمل المخيلة والذكرة .. وحفظ الرأس وما وعى : هو عدم شغل الانسان نفسه بما لا يعنيه , وعدم مراقبة الناس, أو التجسس عليهم : بالعين أو الاذن أو ذكر مسائهم بلسانه , أو استخدام حواسه فى ما لم تخلق له , فإن من يتتبع ما يرى فى الناس يطل حزنه .. و(( الله )) تبارك وتعالى لم يسو بين العقول , ولم يماثل بينهما , ومن ثم فيجب ألا يشغل الإنسان نفسه بتصرفات الآخرين , فهى من حصائد عقولهم .. وعقل الإنسان محسوب عليه من رزقه كما لا يصح أن ينشغل الإنسان بغده . والحياء من الناس : أن تراعى فى تصرفاتك وكلامك مع الآخرين أن لاتخدش حياءهم , أوتجرح إحساسهم أو تمس شعورهم , وقد روى عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم "أن لا يواجه أحدا بما يكرهه .. وكان أشد حياء من العذراء فى خدرها , وكان يقول " صلى الله عليه وسلم " : (( الحياء من الإيمان , والإيمان فى الجنة , والبذاء من الجفاء , والجفاء , والجفاء فى النار )) ويقول " صلى الله عليه وسلم ":( من لا حياء له , لا إيمان له) وانعدام الحياء من الناس من أهم الأسباب فى تفشى المعاصى ,والمجاهرة بها , ويحذر النبى " صلى الله عليه وسلم "هؤلاء الذين فقدوا حياءهم فيقول : (( مل أمتى معافى إلا المجاهرين )) أى ان من استحيى من الناس , فأخفى معاصيه عنهم قد يكون قريبا من توبة (( الله)) عليه .. أما من جهر بمعصيته , فهو محروم من عفو (( الله)) تبارك وتعالى , ومحروم من العافية , ومعرض للفضيحة والخزى , والعار .. ومن الحياء أن لا تطلع على عورات الناس ولا تطلعهم على عورتك ... والنساء اللاتى فقدن الحياء , فكشفن ما يجب ستره من عوراتهن , مهدادت بالحرمان من الجنة , بل من شم ريحها ؛ إذ يقول النبى " صلى الله عليه وسلم " " صنفان من أهل النار لم أرهما : رجال بأيديهم سياط , يضربون بها وجوه الناس , ونساء عاريات كاسيات مائلات مميلات , رءوسهن كأسمنة البحت ( الجمال ) المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يشممن ريحها .. وإن ريحها ليوجد على مسيرة كذا وكذا ألف عام ) ويقول " صلى الله عليه وسلم " "" كل عين زانية , والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهى كذا وكذا .. يعنى زانية "" ولفظ الزنا فى هذا الحديث من باب المجاز اللغوى للتحذير والتخويف , مما يؤدى إليه تبرج النساء لقول ابن عباس ( رضى الله عنهما) ما رأيت شيئا أشبه باللمم من قول رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا , أدرك ذلك لا محالة : فالعين تزنى , وزنا العين النظر , واللسان يزنى , وزنا اللسان المنطق , والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه )) . ومن الافعال التى تخدش الحياء , وتدل على انعدام الحياء فى مرتكبيها ما نراه فى بعض الطرقات , والأماكن من تصرفات بعض الشباب من الجنسين .. وكذلك ما نراه فى الأفلام والمسلسلات ( من مشاهد خليعة وخارجة واحتساء للخمر وما إلى ذلك ) دون حسيب أو رقيب ينهى عن ذلك مما يعرض الأمة للخطر فى الدنيا : بالانصراف عن العمل , والإنتاج إلى ارتكاب الفواحش , واللهو المحرم وكذلك يعرضها لغضب الجبار ؛ فقد اهلك سبحانه وتعالى قوم ( لوط) لأنهم جاهروا بالمعاصى كما يحكى القرآن عنهم فى قوله (أَئِنّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) [سورة: العنكبوت - الأية: 29] وعلى القائمين بالأمر أن يتقوا (( الله)) عز وجل فيما يعرض على الناس فى وسائل الإعلام , ويدخل عليهم بيوتهم , فلا يستطيعون أن يمنعوا أبناءهم , وبناتهم عنه , وتذهب محاولاتهم فى التربية السليمة , وغرس القيم فى نفوس أبنائهم أدراج الرياح ... كما أن الفاحشة إذا ظهرت فى قوم عمهم (( الله)) بالبلاء , وانتشرت الأمرض والأوبئة , وزالت البركة من أرزاقهم , وأصيبوا بالقحط والمجاعة , أما الحياء من النفس : فهو أن لايكون فى خلوة الإنسان من الأفعال ما يستحى أن يطلع عليه الناس .. والإثم ما حاك فى الصدر و وخشيت أن يطلع عليه الناس .. ومن الحياء من النفس أن لا تنهى عن شئ وأنت تفعله ؛ فقد قيل : لا تنه عن خلق وتأتى مثله , عار عليك إذا فعلت عظيم وربنا تبارك وتعالى يقول (أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [سورة: البقرة - الأية: 44] والنبى صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن عالم كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأتيه ويعلمنا صلى الله عليه وسلم الحياء فى خلوتنا مع نسائنا فيقول : " إذا أتى احدكم أهله فليستتر , ولا يتجرد تجرد العيرين ( الجملين) وقد استأذن عثمان بن عفان ( رضى الله عنه ) يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم جالسًا وقد انحسر ثوبه عن بعض فخذه , فاعتدل فى جلسته , وضم ثوبه عليه ثم إذن له .. فلما انصرف عثمان سألت السيدة عائشة ( رضى الله عنها) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب تصرفه , فأوضح لها أن ( عثمان ) رجل حيى , ولو رآه على ما كان عليه لاستحيا أن يعرض مسألته . والحياء فى كل الأمور مطلوب إلا فى السؤال عن أمور الدين فلا حياء فى الدين , ولا يصح أن يمنع الحياء إنساناً أن يسأل عن دينه وقد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله , إن (( الله )) لا يستحيى من الحق فهل على المرة الغسل إذا رأت الماء )) وكانت أم سلمة (( رضى الله عنها )) جالسة فغطت وجهها .. وقالت : لقد فضحت النساء لكنى النبى صلى الله عليه وسلم لم يعنف المرأة على سؤالها .. وكذلك ورد ان امراة سألت النبى صلى الله عليه وسلم عن كيفية التطهر من الحيض فأجابها دون أن يعتر ض على سؤالها أو يعنفها عليه . ولبيان أهمية الحياء وخطورة عدم التخلق به , يقول صلى الله عليه وسلم (( إن الله إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء , فإذا نزع منه الحياء ؛ لم تلقه إلا مقيتا ممقتا , فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة , فإذا نزعت منه الأمانة , لم تلقه خائنا مخوناً , فإذا لم تلقه إلا خائنا مخونا , نزعت منه الرحمة , فإذا نزعت منه الرحمة ؛ لم تلقه إلا رجيما ملعنا , فإذا لم تلقه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام )) .
_________________ اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
| |
|