هذه هى الدنيا فأحذروها

السلام عليكم ورحمة الله

هذه هى الدنيا فأحذروها

التنفيس عن النفس شىء ضرورى ومطلوب

ولكن فى حدود الشرع ومايرضى الله

فإستغلال المرء لنعم الله بما يفيد ويستفيد بدون ضرر ولا أذى
فهو تنفيس محمود خاصة إستغلال نعمة العقل والتفكر

ثم الخشوع والتدبر فهذا يعتبر تنفيساً محمودا ويثاب المرء عليه

وأما النوع الآخر من التنفيس

فهو الذى يستغل نعمة العقل فى ملذات الدنيا وإتباع الشهوات

وطرق الشياطين وصار بذلك مثل الأنعام التى تأكل ولايهمها إلا

الأكل والمرعى بدون تعَّقل ويعتبر هذا تنفيساً مذموما ويؤثم
المرء عليه ولايثاب

وفى هذه التذكرة التى بين ايديناسوف ننفس عن أنفسنا بجزء

ضئيل من عطر ذكريات بعض الرسل وبعض الأحداث التى تمر

علينا فى عصرنا هذا لعلنا نقتبس من ذلك حكمة تثلج قلوبنا

فتذرف أعيننا على مافرطنا على أنفسنا

ونجد لنا طريقاً لتجديد التوبة والعودة الى الله

وكلنا نعرف أن ناقوس الخطر يدق منذ أمد بعيد

ويحذرنا من الموت والحساب والبعث والنشور

وماعند الله ووعيد النار ووعد الجنة حتى صارت هذه الخطب

فى آذان كثير من الناس كمثل انشوده أو مقالة تتردد على السمع

وأصبحت تراكم الآيات بكمها الهائل تتساقط علينا من كل صوب نراها رأى العين ونسمعها ولكن لم تتحرك القلوب ولاتتعظ

العقول ولم نتحرك ساكناً

وقد إختار أكثر الناس مصمصة الشفاة وتحريك الأيادى وأنطلاقة

الألسنة بسبحان الله ولكن بقلوب وأفئدة خاوية عن الصدق

واليقين إلا من رحم ربى وكان على علم بأنه على خطر عظيم فمن إستسلم لطول ألأمل وركن إلى الإطمئنان بحطام الدنيا وكبلت فكره وعقلة أستار الغفلة فلن يجد أمامه إلا الخسران المبين،

والعلم هومنتهل غالى وثمين لايشبع منه العلماء وسيد العلوم الصحيحة وأدقها وفيها نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا هو القرآن العظيم

وأنا عن نفسى لا أعتبر نفسى من العلماء

ولا ممن قد إرتووا من نهر العلم

برغم أننى قد أفنيت عمرى كله فى البحث والدقيق والتفكر ليل نهار إلا إننى أعتبر نفسى

أمام طفل طالبا للعلم كأننى طفل صغير

وأريد التعلم منه ولأننى أستشعر الخطر العظيم وأفر من الشهرة

والرياءوأسأل الله أن ينقذنى وإياكم من بواطن النفاق ، وبرغم

أن العلماء ورثة الأنبياء

إلا أنهم فى درجة شديدة من الخطر ومنهم من يكون أول من تسَّعر بهم النار يوم القيامة ويحاسب على أنه مشرك فالرياء شرك والكبرياء شرك والغرور يقتل صاحبه وجميع الخصال المذمومه عند الله تودى بصاحبها إلى الهلاك وسوف يحشر الناس على قدر نياتهم (يوم تبلى السرائر)

ونحن نرى هذه الأيام كثرة القراء والمثقفين المرائين

وكثرة عددهم وقبح أفعالهم

ولو سألت أحدهم عن مسألة فقهيه يرد عليك بلسان فصيح وهمة وعلم حتى تظن أنه من أعلم الناس

وهذا الصنف حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحادث النبوية كثيرة جدا تصفهم وتبشيرهم بالنار وهم بؤرة عميقة للأسف يدَّعون العلم ويضلون الناس وانفسهم ومسعاهم الحقيقى الرياء

وكفاك بما قاله عنهم رسول الله صلَّ الله عليه وسلم

فهذا الصنف يعلم كما تعلم ويحفظ كما تحفظ ولكنه يخرج من الدين كما يخرج السهم من الرمية والعياذ بالله فالتواضع مطلوب والخوف والحذر واجب مهم وعظيم من سقطة الخروج من الإسلام وحقيقة الخشوع والإيمان والعجب كل العجب أن هذا يخرج من إبن آدم الذى يصرع ذاته فى حب المال وشدة الجشع مع العلم أنه يعرف أنه زائل ومصيره هو نفسه إلى التراب وكلنا رأنا من إستحوذ على المال والقصور والجواهر والنساء وغاص إلى شحمة أذنه فى قتل الأبرياء وكان المصير كما ترون وسوف تحكمون بأنفسكم فهذه كلها أحداث إعتبار وتمعن وعظة فقد أصبح الفقير الحر يهنىء نفسه لأنه بعيدا عن السجون والمشانق وكل متاهات قلة الكرامة والإهانة وقد صار الظالمون فى موقف مهين فى الدنيا وكأنهم لحوم معروضة فى السوق يراها كل الناس

وقد ذابت عزة ذاتهم تحت زهامة

أعمالهم النتنه

وشرب دماء من ماتوا من الفقر

والمرض برغم أن قلولهم المختفية مازالت تصارع على أمل

وجود حل للنجاة بحطام مسعاهم القذر حتى لو قتلوا نصف هذه الشعوب أو كلها فقد مات الضمير وأطلت وجوه الشياطين من خلال وجوه هذه الفئة الضالة التى لم تستحى ولم تستيقن بأن الله

يرى ولقد ذكرتنى هذه الأحداث التى تعلمت منها أن الدنيا فانيه

والتشبث بها من صفات من ليس له عقل وأضاع مستقبله فى

آخرته ورضوان الله وأنه ليس للإنسان إلا ما أكل فأفنى ومالبس فأبلى
وبقصة سيدنا عيسى عليه السلام

الذى كان يأكل من خشاش الأرض

وكان يلقب نفسه بالمسكين فقد إعترض طريقه وهو سائر إلى الجبال رجل وقال له :

أريد صحبتك يانبى الله فرد عليه عيسى

لن تستطيع فألح عليه بالرجاء والطلب حتى وافق عيسى عليه السلام وسارا معا وكان عيسى عليه السلام يحمل معه ثلاثة ارغفة

وحين أراد عيسى أن يستريح وضع ألأرغفة الثلاثة على الأرض وأخذ لنفسه رغيفا وأعطى لهذا الرجل رغيفا ثم أكلا وكان مجلسهما هذا قريبا من عين ماء فبعد أن أكل عيسى ترك صاحبه يستكمل رغيفه وذهب إلى عين الماء ليشرب ،ولما عاد لم يجد الرغيف الثالث فقال للرجل : من الذى أكل الرغيف الثالث ؟
ورد الرجل :

لا أعلم فقال له عيسى انطلق ولما وصلا غلى عين الماء أخذ عيسى بيده ثم سار به على الماء بدون أن تغوص أقدامهم فى الماء فلما وصلا غلى البر الآخر قال عيسى عليه السلام للرجل

: بحق من أراك هذه الآيه من الذىأكل الرغيف ؟

فرد الرجل : لا أعلم فنظر عيسى حوله فرأى ظبية تسير من بعيد بجانب ثلاثة من أشبالها فأشار اليها فأتت فأخذ ظبيا صغيرا من أبنائها وذبحه ثم اشعل نارا ليطهى عليه اللحم ثم أكلا والظبية الأم قد إبتعدت تنظر من بعيد وهى تشاهد غبنها وهو يذبح ويطهى والإنسان بذاته لايدرى معانى الحكمة الحقيقية أو الأسرار التى قد خص بها جميع رسله وأنزل على ايديهم آيات لانفقه اسرارها وعيسى كما نعلم كانت على يديه معجزات أوجدها الله منها إحياء الموتى وشفاء الأمراض وغيرها وذلك من عند الله وليس من عند عيسى لتكون شاهدا على وجوده جل جلاله وتأييدا لرسالة كل رسول ولكن الفجيعة المرة وشدة الطامة أن هذا ألإنسان ترك الخالق وصاحب هذه الآيات ومنزلها على الرسل وعبدوا المخلوق وتشبث الإنسان بشركه وكأنه قد فقد عقله !! ونعود الى عيسى عليه السلام فبعدما شبعا جمع عظام الظبية التى قد أكلوها ثم قال لها :

قومى إلى أمك فنظر الرجل وشاهد العجب العجاب من آيات الله بعينى رأسه ثم قامت الظبية وجرت نحو امها التى قد حنت عليها تشمها وتداعب ذيلها بلسانها وكان شيئا لم يكن والمؤمن الحق هو الذى يستيقن فى داخله أن جميع الكائنات التى قد خلقت على الأرض إن هى إلا أمم أمثالنا حينئذنظر عيسى إلى الرجل وقال له :

بحق من أراك هذه الآية من الذى اكل الرغيف ؟ فرد الرجل وقال : لا أدرى فقال عيسى إنطلق فأنطلقا حتى وصلا إلى غابة بها حطب كثير فقال عيسى للرجل :

إجمع معى من هذا الحطب فجمعا حتى صار كوما كبيرا ثم وضع عيسى عليه السلام يده على الحطب وقال :كن ذهباً خالصا بإذن الله فصار على التو واللحظة ذهباً ثم أمر عيسى الرجل أن يقسِّم هذا الكوم إلى ثلاثة أكوام فقسماه كذلك فقال عيسى للرجل هذا الكوم لى وهذا الكوم لك وهذا الكوم الثالث لمن أكل الرغيف فسارع الرجل بلهفة شديدة وقال :

أنا الذى أكلت الرغيف

فأجابه عيسى عليه السلام خذهم كلهم فهم لك ثم تركه عيسى

لحال سبيله ثم مضى وحيداً بدون الرجل ألذى آثر المال على

عبادة الواحد القهار وصار هذا الرجل بجانب هذه الاكوام الثلاثة حائراً

يفكر كيف يخفيها ثم يحملها إلى مكان أمين

فوجد لصين قد هجما عليه يريدان قتله

وأخذ المال منه فقال لهما :لماذا تقتلانى وقد اخترتكم لتكونا شركائى فى هذا المال وهو مقسم وجاهز إلى ثلاثة اكوام فوافقا وجلسا معه يحرسان المال حتى بلغ منهم الجوع مبلغا كبيرا فقالوا لابد لرجل من ان يذهب ليأتينا بالطعام الوافر فقال لهم الرجل الذى كان مع موسى انا صاحب هذا المال ولابد ان يكون الرجل المختار لجلب الطعام من بينكما فاختار اللصان أحدهما: وجلس الإثنان وذهب الثالث فقال احدهما للآخر : لما لانقتسم كوم اخينا الذى ذهب ليأتينا بالطعام فحينما يأتى نأخذمنه الطعام ثم نقتله وخطر فى بال الذى ذهب ليأتى بالطعام أن يضع لهم سماً فى الأكل حتى إذا أكلوه ماتوا وأخذ أكوامهم إلى كومه وقد حدث فحينما عاد له بالطعام قتلوه ثم أكلوا وماتوا وصار ألثلاثة جثث بجانب الذهب قد رحلوا وتركوه خسروا انفسهم وآخرتهم ومالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولماعاد عيسى ومر من هذه الناحية ورأى القتلى وراى اكوام الذهب كما هى

قال قولته الشهيرة(هذه هى الدنيا فأحذروها )

فها يا اخى

ترى الصراع الدامى على الحطام والزوال وقد ساء حال المسلمون وأذدادت افواج القراء المرائين على الإرض وهم يحملون باطنا اشد من سواد القطرانوقد أحكمت عليهم الضغائن والشرور فطوقت رقابهم وأستزلهم الشيطان فهو كثيرا مايأتى من باب الإحسان والعمل الصالح والعلم ومن هذا الثغر الغائر يحكم قبضته ويسيطر على عقول الناس وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا فحفظة القرآن من أجل إكتساب جائزه أيا كان فسوف يحاسب على قدر نيته وليس لله فى عمله حاجة وليس له من الثواب من نصيب كذلك من يحارب على إكتساب نقطه أو درجه ويصب نيته فيها وليكتسب الشهره والنجاح ثم يدعى أنه يقصد بهذا التعلم وهو يضمر الفوز والنجاح وليقولوا عليه عالم فهذا الصنف من أول من تسعَّر بهم الله إلا من كانت نيته التعلم لله ولمنفعة الآخرين ولاينظر للمكاسب أو الشهرة فهذا عظيم وأنا عن نفسى لا أحبذ هذه المسابقات ولا أركن إليها فهى فى الغالب تميل إلى اللهو وأغفال الدعوة الحقة لله والعاقل من يكرس جهده فى تنظيف سريرته والتفانى فى الدعوة الحقة التى يخرجها الباطن سليمة ومعافاة من شرور النفاق اعاذنا الله وإياكم وجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يرزقنا ألخشية والتفانى فى الدعوة فى سبيله وحتى القاكم إن شاء ربى وكان لى فى العمر بقية أستودعكم الله.

.........ساديكو

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لك اخى ساديكو على

الطرح الشيق

بارك الله فيك

_________________
هذه هى الدنيا فأحذروها Zjy168901

السلام عليكم ساديكو
تسلم ايدك على هذا الطرح الرائع
جزاك الله عنا كل خيــــــر
شكرا لمجهودكـ المميز

_________________

اللهم كما علمت آدم علمنا وكما فهمت سليمان فهمنا
اللهم كما أتيت داود وسليمان علماً علمنا
والحمد لله الذى فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا

اخى الغالى/احمد فرج
شكرا جزيلا وبارك الله فيك
تقبل تحياتى .............ساديكو

اختى الغاليه/نبيله محمود خليل
لقد ذاد شرفى بوجود ردك على صفحة هذه المشاركة الطيبه
تقيلى شكرى وتقديرى...............ساديكو

» أحل ما في الدنيا..
» الدنيا ساعه
» ترك الدنيا وذمها