السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حدثني صديقي المفضال محمد بن عبد المتعال مقاله غايه الطرافه واللطف والظرافه مقاله لو كتبت بالابر علي اماق البصر لكانت عبره لمن اعتبر فقلت احكيها في مقامه في غايه الاستقامه يستفيد منهآ الخاصه والعامه فيحكي بن عبد المتعال ويسهب في المقال عن رجل ميسور يسمي مسرور ويلقب باابا الحباحب وكان لديه جرو صغير اهزل غرير تربي يين اترابه من الكلاب وعلمه الصيد والقنص والعقر والرفس ودربه علي فنون الحراسه فكان عينه البصاصه ونال عنده افضل مكان كخالص الخلان والندمان فكان بطيب الطعام يصطفيه ومن مجلسه يدنيه ويهش له ان حضر ويصحبه في حل وسفر
وفي احدي الليالي المطيره وانهار تجري غزيره اتفق اللصوص على سرقه مسرور ذلك البخيل الميسور
واعدوا عدتهم وتدبروا خطتهم وابا الحباحب تحت الستور ملتحف وغائب يقرقر من الزمهرير في ليله ليس لها نظير وتسلق اللصوص السور يلتحفون الليل والستور وذهبوا الي حظيره السوائم والخلق بين ملتحف ونائم وسبع الليل ذلك الكلب الهصور يقف حارس ديدبان متيقظ غير وسنان فلما راه شرزمه اللصوص أدركو فشل خطتهم وخارت عزيمتهم لولا ان عاجله احدهم بضربه على ام راسه افقدته توازنه وباسه وقد ادرك ان لا حيله فقد يذهب غيله فتصنع الموات ورقد في سبات حتي أخرجوا
البهائم وساقوها وبالعصي ضربوها وافواههم كمموها فهب سبع الليل من سباته واتبعهَم في حذر لا يغني عن قدر حتي عرف وجهتهم ومحلهم
وقد علا ضحكهم واستراحت خيولهم وعلا صهيلهم فعاد سبع الليل ينهب الطرقات نهبا حتي دخل علي مسرور مخدعه وظل يخفض صوته ويرفعه ويشده من اكمامه وقد اقلق منامه فهب مسرور صاخبا لاعنا ومعاتبا ولما اشتد الكلب بالنباح والعويل والصياح وقد كاد ينبلج آلصباح قام مسرور وتبع مخلصه الأمين وزاد صراخه وعلا الانين عندما وجد حظيرته مهشمه ابوابها محطمه وقد سرق اعز ماله فتغير حاله ونظر الي كلبه متحيرا وقد اصبح لونه متغيرا فجري الكلب امامه ثم عاد اليه يشده ويرنوا اليه فاتبعه متعجبا ومنه العرق متصببا في هذا البرد الزمهرير واتبعه حانقا كسير حتي وصل لبيت السراق فاطبق عليهم الخناق
واستعاد ما سرقوه قبل ان يبيعوه فزادت محبه الكلب لديه واصبح أثيرا لديه وجابت شهره كلبه الافاق فقلده سوارا من ذهب وعقيق واصبح افضل صديق وتمر السنون والدهور ويحدث المقدور ويمرض الوفى الامين ويستدعي مسرور الأطباء ولكن لا مفر من قدر فالموت نهايه كل حي فسبحان من لة الدوام
فاراد اكرام كلبه غايه الاكرام فكفنه وغسله واكرم منزله ودفنه بالقبور مع الاموات
فغضب عليه سائر القوم وانهالوا عليه تقريعا ولوم وطالبوه باخراج آلكلب من القبور والا اشتكوه وهددوه بالويل والثبور وعظائم الامور فلم يفلح تهديد ولم يثمر وعيد فسيق آلي القاضي ليصدر حكمه الماضي فنظر اليه القآضي مهددا منذرا متوعدا وقال ايها الرعديد لاسوقنك الي الحبوس بالحديد اتدفن كلبا في مقآبر المسلمين ايها المأفون اللعين قال مسرور هذه وصيته ورفع عقيرته قال القاضي اتسخر من القآضي ووكيلاه هلك العبد بما جنت يداه
حكمنا عليك ب وقبل ان يصدر احكامه ويصب عليه جام غضبه وايلامه قال مسرور ومن بنود وصيته الف دينار لسيد القضاه ومن للعدل حماه هنا قال القآضي رحمه الله
ذلك المغفور لم يكن خائنا او عقور هبهت القوم من تغير حكمه وتاسفه وندمه فقال القاضي لا عجب ولا لوم ولا عتب فقد تاملت في امر الراحل الفقيد فوجدته الوحيد الباقي من نسل قطمير ذلك الكلب الذي وردت قصته بالذكر الحكيم وقصه اهل الكهف فلا لوم ان دفن بالقبور وتغطي بالستور فاذهب يامسرور ماجورا غير مأزور واكمل الوصيه وجئني بالمال وهنا اتم عبد المتعال مقالته فاقسمت لاكتبن عنها مقامه يسير بها الركبان من طنجه الي تهامه كتبها راجي رحمه ربه الغفور ومتنسم رحمه الرحيم يحيي بن إبراهيم لثلاثون خلون من شهر مارس من عام واحد وعشرون خلون بعد الفين السابع عشر من شهر الله شعبان لاثنين واربعين خلون بعد الف وأربعمائة